الإختلاف الثقافى يقتل ؟!!
3/10/2017
التنوع الثقافى أو الإختلاف الثقافى مسيميات لشئ واحد فى الاساس وهو انه لا يوجد ثقافة مشابهه للأخرى على مستوى العالم وحتى إن تشابهت فتظل كل ثقافة بها ما يميزها عن غيرها من الثقافت التنوع والإختلاف هل يقتل البشر ؟ سؤال سألته لنفسى وتطرفت إليه قليلا ليجعلنى أدخل فى سلسلة من التساؤلات والأبحاث عن كيفية فهم البشر لبعضهم وكيف وصلنا إلى هذا العالم الأن وبعضنا حتى الآن لا يعرف لغات الآخر
لمحة تاريخية عن القتل بسبب التنوع الثقافى والإختلاف :
تصدر إسبانيا قرارا ومرسما تعاقدا مع كريستوفر كولومبوس ليخوض أكبر عملية إستكشافية فى البحار وبعد مرور أكثر من عامين إلى ثلاثة تقريبا
جاء إكتشاف كولومبوس العظيم بإكتشاف الأمريكيتن والهنود الحمر السكان الأصليين لها، إعتقد كولومبس بالخطأ أنه فى الهند لذا أطلق على شعبهم الهنود الحمر أو الهند الأحمر ، بعد إكتشاف كولموبس للأراضى الجدية بدأت عمليات الهجره بعدها بسنوات إلى الأمريكاتين وبدأت معها أفظع المذابح البشرية على وجه الأرض فى بلد عرفت حديثا ببلد الحريات، لم يفهم الأوروبيون أو الأسبان بالأخص الهنود الحمر وثقافاتهم ، حاولو استعبادهم ولكن باء الأمر بالفشل فشنت أكبر الهجمات والحروب على الشعب الأحمر البدائى مما أصفر عن سقوط أزيد من 100مليون قتيل من الشعب الأحمر لإختلافهم ثقافيا وجسمانيا ولونيا عن المواطن الأوروبى الأبيض الذى كان يسيطر عليه وقتها العنصرية المفرطة ، وتوالت الأحداث حتى مجئ الحرب الأهلية فى الأمريكتين ومن هنا نقول أن الشعب الأحمر اختفى بنسبة 90% من أرضيه بالقتل والتعذيب والتجارب ونشر الأوبئة والأمراض عليهم .
الإختلاف الاثقافى فى اللغة
تختلف اللغات من مكان إلى الآخر ومع تعدد اللغات تختلف الثقافات وطرق الفهم، شرع دكتور ديفيد كريستل ( دكتور اللغويات الفخرى لجامعة ويلز ) فى التسعينيات من القرن الماضى فى أبحاثة عن موت اللغة وإقترح أنه فى ذلك الوقت كانت هناك لغة تموت كل أسبوعين وتختفى لسيطرة لغة مكانها لذا اقترح أنه بحلول عام 2100 م ستكون 90% من اللغات المنطوقة حاليا منقرضة أو غير موجودة لظهور لغات أخرى أو سيطرة لغة على باقى اللغات .
مع تنوع اللغة والثقافة تتنوع الإشارات من بلد إلى أخر هناك إشاراة إذا قمت بفعلها أمام مواطنين قد تدل على أنها إهانة أو سباب وأحيانا تدل على فرحة وبهجة وهذا يختلف من دولة إلى أخر على حسب تنوعها
وكان فى هذا الأمر وقفة على مستوى العالم أنه يجب أن يعترف بالتنوع الثقافى لذا سارعت منظمة اليونيسكو فى إصدار أول قانون بالإختلاف الثقافى وتنوعه عام 2001 تبعه إعلان جوهانسبرج عام 2002 ونص قائلا فى جملة شهيرة ( تنوعنا هو مصدر قوتنا ) وتوالت بعدها إجتماعات كثيرة لمنح التنوع الثقافى حرية أكثر
السؤال الذى يطرح نفسه هنا
هل يمكن للإختلاف الثقافى أن يجعل البشر تقتل لمجرد عدم فهمهم الصحيح لبعض ؟
للإجابة على هذا السؤال كانت يجب أن تكون صعبة ولكن العالم الآن أصبح أصغر مما نتصور فبإمكان اى أحد الأن أن يعرف كل شئ عن دولة ما أو حتى قارة وكل الأماكن السياحية التى بها إذا كان عبر الموبيل أو الكمبيوتر أو يشاهد صورا أو فديوهات فالأمر أصبح أكثر سهولة من زى قبل لذا العالم الآن أكثر إنفتاحا على بعضه البعض قد يكون سلبيا فى بعض الأحيان ولكن فى بعض الأحيان له إيجابياته وهذا مايعرف الآن بإسم ( العولمة ) ولكن يعد الإختلاف الثقافى شئ جميل ومبهج رغم مايمكن أن ينتج عنه لسوء فهمه ولكن يجب ألا يصل أبدا إلى حد القتل فى هذا العصر الحالى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق