فى أيام الحياه الروتينية القاتلة وقلة النوم المفزعة و بعد ثانيتين من راحة البال ترجع و تنفك أفكارى من الجمود وتصبح عصارى الأفكار.. بعد الدخول فى دوامة العقل ، يصب أفكاره فى فنجان من القهوة يشربه بدون أية إضافات.. فهو يحبها سادة ، يستمتع بها مع موسيقى كلاسيكية تعود لموتسارت، أفكارا كثيرة ملطخة بالأبيض والأسود .. فتنتج أفكارا رمادية ، وللرمادى إحتمالات كثيرة ، رمادى أحمر.. رمادى أصفر .. ورمادى أخضر .. و... ، لتصبح أشد شتاتا من ذى قبل، تهون عليا الكتابة أحيانا لأفرغ بعض ما فى جعبتى على أوراق بيضاء ، أقطعها بعد كتابة طويلة ومضنية ، تكون بها بعضا من رسومات وشخبطة أقلام كثيرة ، الكتابة بدت لى فى البداية كشئ يهون على الكثير وبعد فترة من الفرح، أصبحت الكتابة مثل عملية جراحية فأنت تكتب ما تعانى منه ، أنت طبيب نفسك .. تكتب كلمات تخرجها من جسدك مدببة .. تشبه رصاصات القناص ، وتتذكر أن تلك الكلمة كانت تعود لأحدهم، وتختلف.. فهناك
كلمات 9 مم عيار 45 وهناك كلمات عيار 38 تلك التى تلف فى بكره تتكون من ثمان كلمات لتقتلك واحدة بالنهاية وبالطريقة القديمة فى أفلام الكاوبوى ، فتبدأ يدى تسيل بالكتابة من ألم الأفكار ونزيف الكلمات ، اللون الأحمر غلب فى كلماتى حتى انتهى ما فى الوريد، يد على ورقة بيضاء ملطخة بالدماء فوق مكتب عليه الكثير.. من الورق والأقلام .. قصاصات ملونة صغيرة وكتب وروايات.. شاحن هاتف وفنجان القهوة.. علبة سجائر وقداحة ، ارتمى عليهم بجسده وهو جالس على كرسى أمام ذلك المكتب ، فسالت أفكاره على المكتب لتخطلت بدمائه وينسكب الفنجان وتمتزج الأشياء ببعضها ، لقد غرق فى بحر أفكاره العذبة ، نزلت بعض منها عندما كانت تسيل من على سطح المكتب الى نهايته، لتنزلق على الأدراج فى تفرعات كثيرة حتى وصلت الى أرضية المكان وملئت منه بالكثير ، بعد ثلاثة ايام اكتشف احدهم ان هناك شخص يعيش فى ذلك المنزل طرق الباب كثيرا ولم يصل لرد .. حتى توصل لفكره.. فاقتحم الباب وقام بكسره ، فأنصدمت عيناه قبل عقله ودخل ليحاول انقاذ هذا الغريق ، واثناء محاولته الفاشىلة كانت أقدامه تدهس الأفكار وتقتلها دون رحمه .
وبكده ارتاح من عذاب التفكير ؟!
ردحذف