يوم فى الإمتحانات... - Hussien Morad -->

Hussien Morad

logo

Google Search

الجمعة، 11 أكتوبر 2019

يوم فى الإمتحانات...



أريكة فى حجرة فارغة ينام عليها وفوقه غطائين مدفأهة ولحاف ، حالة الطقس باردة جدا يحاول تدفأة قدميه ولكن فى يده الهاتف ويحاول مشاهدة فيلم و السماعة فى أذنه، لا يشعر بيده من هذا السقيع ، فجأة يحس بقشعريرة فيرتجف جسده ومن ثم عاد لمتابعة المشاهدة ولكن تحت الغطاء، العالم جميل تحت هذا الغطاء كله سوداوى وضوء الهاتف فقط، يشعر الآن بتحسن افضل ليديه ولكنها تعبت من إمساك الهاتف ، نظر إلى الساعة إنها الثانية عشر ، هم بسرعة لقفل الفيلم لمشاهدته لاحقا، ضبط منبها على الساعة السادسة والنصف، اطفأ هاتفه ووضعه جانبا ودخل فى مغارته، وبعد دقائق من الفراك والحراك لضبط نفسه ولكن كلكعة هذه الملابس تعيقه عن النوم ، خرج من مغارته وخلع التيشيرت الذى كان يرتديه فوق غيره ولكن بنصف كم، رماه جانبا ومن ثم دخل سريعا الى مغارته أخذ يتقلب يمينا ويسارا ولكن النوم لا يأتيه وكأنه ينتظر أحدهم ولكنه ليس على وصول الى الآن ، بدأ ينتابه الشعور بالقلق والإكتئاب لأنه لم يذاكر تلك المادة التى سوف يمتحنها غدا لقد حاول بكل جهده ولكنه محطم ويائس من الحياة، خرجت فكره لتنقله لأسئلة حتمية وجودية من هو مخترع الملعقة اهو شخص عادى كيف كنا سنعيش بدون ملعقه ، لا ادرى حتى أن آكل بعصيان خشب ، هجمت فكره أخرى ماذا سيفعل بعد التخرج إنه يحب الرسم ولكنه يريد شئ به الكثير من الأموال يتمنى السفر دائما إلى ألمانيا أرض النقاء وبقعة السمو،وتوالت الأفكار ، الساعة الثالثة إلا ربع وهو مندمج فى خيالاته ، نظر فى ساعته توتر أكثر ولكن حاول أن ينام حتى أرهق جسده من التفكير فغفت عينه ، ومن ثم فتحها مرة أخرى مع صوت المنبه ، فيرى إطلالة الصباح فى أرجاء الغرفة ، قفز من مكانه توجه مسرعا إلى الحمام توضأ  ثم صلى ، حاول أن يأكل شيئا ولكن معدته تشعر بالإرهاق والتوتر ، فذهب إلى غرفته ليرتدى ملابسه، وبعد الإنتهاء اخد يهرول وينظر فى أرجاء المكان حتى لا ينسى اى شي ، نزل إلى المعترك وركب الميكروباص، سائق العربه أخرج راسه وهو فى طريقه " ما تفتحى عينك مش سامعة وانا بزمر" ورجع الى وضعه يقول "لا حول ولا قوة إلا بالله الناس نايمة على الصبح "، وهنا بدا كلام الراكبين خلاص يسطا حصل خير وقالت الفتاتين الذين بجانبه ما خلاص بقا بصوت رقيق ، فنظر إليهما المره دى بس عشان خاطرك المهم بقا خدى دى.. اشعل الكاسيت ليخرج منه عمرو دياب بصوته للفتاتين فقالتا اهدا بقا يا توتو الناس ، رد قائلا عيون قلب توتو ، سكوت من الراكبين ، من يضع فى أذنه سماعاته ويعيش فى عالمه الخاص وهناك هذه المرأة المنتقبه تقول حسبنا الله ونعم الوكيل استغفر الله العظيم وشابين ينظران لبعضيهما ويبتسمون  على الموقف والبعض مخيم عليه السكوت ولكن ما باليدى حيله وبعد عناء وصلنا إلى المترو،فنزل من العربية  وصعد مسرعا ومن ثم دخل فى مجموعة مع القطيع ، ركب المترو وبعد عدة محطات نزل ليغير اتجاهه وهنا نظر ليرى أبشع المناظر التى قتلته كل صباح ، تفتح ابواب المترو يديها ويدخل الناس اليها بقوة الدفع من كثرتهم وهنا لحظة الفراق بين من دخلو إلى أحضان المترو والواقفين خارجا، ويفصل بينهم مجموعة من الأفراد التى يجب كل يوم أن يكون نصفها داخل المترو والنصف الآخر خارجه، هناك من ينسى يديه بالخارج ومن تنسى حقيبتها والكثير والكثير ويتعطل المترو أكثر ، معاناة صباحية معتاده ، ينتظر من بعده آخر ليركب  فيه ولكن بشكل لائق وأن يكون به مكان ، ركب المترو والزحام كثير لا يطيق التنفس ولكن ماذا سيفعل ما باليد حيله ، بعد عدة محطات يبدأ المترو فى الهدوء وخروج الكثير ليكون هناك متسعا  للجلوس ، وبعد ان جلس دخل هذا الرجل ذو اللحية الطويلة ، ترك العربة كلها ووقف أمامه وتقول عينه هيا قف من أجلى، أيها الوضيع انك لم تعرف التقدير والإحترام،ويدخل رجل عجوز آخر وسيدة ، بهم من الكهل ما يجعلهم غير قادرين على الوقوف للحظة ، قام لأحدهم وقام شخص بجانبه للآخر ، وهنا خرج شرار من عينى الرجل وكأنه تحول لسوبر مان ويخرج الليزر، بائع يالا وادى سماعة بعشرة كمان الى عايز سماعة 
واخرى دخلت لا تتمارضو فتمرضو انا معايا عيال يتامى ... ، وآخر دخل معهم فى الصراع، ولكن هناك من يبيع كروت الشحن استكن الى ان تهدا الأجواء وان ينزل احدهم وفور وقوف المترو، معايا كارت شحن هنا يا حضرات،كارت شحن بعشرا...،الناس فى المترو غير عادية يحملون آلامهم وينظرون فى الهاتف ويضعون السماعات وكل مع نفسه وملكوته ، دائما ما يكون هناك فتاة جميلة لينظر إليها البعض فى المترو وتكون بصحبة أحدهم ليحسده الناس عليا، تفاصيل المترو غريبة فهناك من يتحدث عن مشاكله فى الهاتف وكأنه يحدث دكتوره النفسانى ، يعيش الناس فيه حياتهم ، هناك من يأكل ويشرب رغم سماع "ممنوع الطعام والمشروبات داخل عربات المترو ، مترو القاهرة الكبرى المحطة ستفتح الأبواب جهة اليسار " وهناك من واقف هو وصديقته فى الزاوية يحاول إضحاكها دائما ولم يقدر أن يواجهها بحقيقته بعد ولكنه مستمر فى هذا ، وفتاة بيدها أوراق تحاول التركيز فلديها إمتحان مثله أيضا ولكنها تحاول انا تذاكر المنهج فى نصف ساعة ، يالها من خارقة ، وفى وسط هذه الحياه يقف هو مشاهدا لتفاصيلها يضع السماعة فى إحدى أذنيه ولكن ببصره وعقله خارج المترو حتى أنه لم يلحظ فى الأخير أنه وصل إلى محطة الجامعة ، تحرك ونزل بسرعة ، يحاول أن يذهب لكى يجلس فى مكان يعرف أن ينقل منه بعض من هنا وهناك ، دخل بسرعة من بوابة الجامعة مهرولا الى مبنى الإمتحانات ومن ثم انلطلق للجنته ،جلس ووراءه فتاتين وبجانبه فتاه وشاب وأمامه فتاتين كل منهم يأتى إليه إمتحان غير الذى بجانبه أو على حسب المراقب الخاص باللجنة ، يوزع ورق الإجابة ومن ثم ورقة الأسئلة، يبدأ فى الإطلاع على ورقته فهو نموزج أ وبجانبه هذه الفتاه ب ومن وراءه أ وقبله أ، لقد كان الحظ رائعا معه لقد أخطا المراقب فى التوزيع ، فرح وبسرعة أخذ ينقل من أمامه إجاباتها ولكن لم يطول هذا الفرح، بعد مده أخذت من وراءه تغششه بعض النقاط التى رأى فى الأخير ان إجابتها ليست متفقة مع إجابات غيرها وهم الثلاتة نموزجهم واحد ، الأمر صعب ياصديقى هنا لا تعرف من من تريد أن تغش وتبدأ بالتوتر وتشتد اللجنة إثر كلام هذا المراقب إلى "هيتكلم هسحب ورقته" ونظر له ويقول بص قدامك ، تحول الأمر فى هذه اللحظة لضحكات هيستيرية مع من معه فى لجنته واللجان المجاورة وبالتحديد مع الذين نفس حالته لا يعرفون شيئا ويشعرون بالممل داخل اللجنة ولا يقدرون على نقل كلمه بسبب المراقب، إمتحان به ٧٠ سؤال منهم ٢٤ سؤال صح وخطا والباقى إختيارات والإختيارات ٤ وليس كلهم متشابهين فقط بل  كلهم نفس المعنى ولكن يوجد دائما الصح والأصح لمن ذاكر ، ينتهى نصف الوقت ويخرج فى هذه الحالة من أفتك ورقة الإجابة من الحل وهناك أيضا من يسلم وورقته ليس عليها غير اسمه،  لقد اكتشف ان اللجنة مملة ولا يقدر على المواصله فيها ، وفى وسط هذه الأجواء تأتى حالة من الهياج والصراخ من المراقبين "هعمل محاضر وهتشيلو السنة" ، وكلام بين الطلاب ، وفى هذه الأثناء حاول أن يلتقط بعض الإجابات من فتاه فى لجنة بجانبه نقل الكثير حتى أنه قارب على الإنتهاء ولكن لحظة الصراع المراقب هات ورقتك هنا رد بصوت مرتفع مش هدى ورقتى عشان متكلمتش وعارف انا بقول ايه ( محاولا ارباك المراقب ليخشع ويدعه لبعض الوقت ) وبالفعل لم يأخذ ورقته ولكن لم تنزل عينيه من عليه حتى قام وسلم ورقة الإجابة  ومضى إنصرافه من اللجنة وخرج ، لا يعرف هل ما حله صحيح أم خطا هل سينجح أم سيدخل مبنى الإمتحانات مرة أخرى فى التخلفات ، حاول نسيان هذه الأفكار بنظره إلى فتاه تضئ ، تصدر معدته أصواتا ، هناك إضطرابات فى المعدة ، فنزل مسرعا وذهب إلى الحمام أنهى صراعة مع هذه المياه المحبوسة ولكنه لم ينهى صراع معدته بعد ، توجه إلى أصدقاءه وسلم عليهم وأخذو يتبادلون الحديث و هنا يترددون من سيأكل ماذا ورغم حفظهم للقائمة يأخذون أخرى ينظرون إليها ليختاروا ، وبعد بضعة دقائق يذهبون ليطلبوا ما يطلبوه دائما وهذا ما يفعلونه كل مره ، تتناثر ضحكات ولحظات صمت أحيانا، وبعد الإنتهاء من الطعام يبدأون رحلتهم للعودة الى المنزل ، يالله ياله من يوم شاق ومتعب ، يتبادلون الحديث وصور السيلفى حتى الخروج من باب الجامعة الذى يفرقهم وتبدأ حالة من الأحضان والسلام ليركب بعضهم المترو والآخر عربة ، فى رعاية الله .

مواضيع ذات صلة

Author Image

السلام عليكم اسمى حسين مراد من مصر كاتب و ممثل - حاصل على بكالوريوس خدمة إجتماعية حلوان ، ومدرب ToT - شخصية عفوية بتحب الموسيقى الكلاسيكية والرسم والأفلام بكل أنواعها مؤمن جدا بالتعلم الذاتى ، ده موقعى المتواضع يارب يعجبكم .

التعليقات

هناك تعليقان (2):

السلام عليكم اسمى حسين مراد من مصر كاتب و ممثل - حاصل على بكالوريوس خدمة إجتماعية حلوان ، ومدرب ToT - شخصية عفوية بتحب الموسيقى الكلاسيكية والرسم والأفلام بكل أنواعها مؤمن جدا بالتعلم الذاتى ، ده موقعى المتواضع يارب يعجبكم .

عبدالله منقوش

Actor

اتصال بناء

تأكد من ظهور "تم أرسال رسالتلك"

جميع الحقوق محفوظة © لدى: Hussien Morad

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

حسين مراد